الخميس، 28 فبراير 2008

صرنا كالفريسة للكلاب



تصاعد الغضب العربي والإسلامي على إعادة الصحف الدانماركية نشر رسوم مسيئة إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وسط دعوات متزايدة وخطوات اتخذت لمقاطعة المنتجات الدانماركية وطرد الدانماركيين، فيما اتخذت التطورات منحا جديدا بدخول ألمانيا في جدل أثارته تصريحات لوزير داخليتها دعا فيها لإعادة نشر الرسوم في الصحف الأوروبية. وشهدت الخرطوم أكبر الاحتجاجات، إذ شارك مئات آلاف السودانيين في مظاهرة حاشدة، وخاطب الرئيس السوداني عمر البشير المتظاهرين معلنا مقاطعة البضائع الدانماركية، كما أصدر مرسوما يمنع بموجبه الدانماركيين من دخول بلاده. كما دعا البشير المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى الاقتداء ببلاده في المقاطعة. وتساءل في كلمته "لماذا التطاول على الرسول في الوقت الذي ترخص فيه دماء وأعراض المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان والبوسنة؟". وطالب المحتجون الدول الإسلامية بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الدانمارك, كما حملوا لافتات تطالب بالتضحية من أجل الرسول الكريم وتدعو للمقاطعة الاقتصادية بعد هذا المسلسل من الإساءات. وليس واضحا ما إذا كان القرار يعني طرد أكثر من 20 دانماركيا يعملون في السودان معظمهم في منظمات إغاثة وفي قوات حفظ السلام في الجنوب وفي إقليم دارفور. وفي هذا السياق قالت القائمة بالأعمال الدانماركية في الخرطوم كارن سورينسين إن بعثتها لم تبلغ بأي قرار بالمغادرة، ولن تلعق على وجود خطة لإجلاء المواطنين الدانماركيين، كما أكد المتحدث باسم قوات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المشتركة في دارفور –التي تضم بعض الدانماركيين- عدم تلقي أي تبليغ رسمي بهذا الخصوص.

كوبنهاغن ترد وكانت كوبنهاغن قللت من شأن إعلان الخرطوم مقاطعة منتجاتها، واعتبرت غضب السودانيين تحريضا سياسيا. وقال وزير الخارجية بيير ستي موللر إن السودان إذا قاطع منتجات الدانمارك فإن ذلك يعني أنه "لا يمكنه أن يكون عضوا في منظمة التجارة العالمية, وستنعكس المقاطعة عليهم, وهذه هي قواعد اللعبة". اليمن والأردنوفي صنعاء دعا البرلمان اليمني إلى مقاطعة البضائع الدانماركية، وأمر بوقف أنشطة جمعية الصداقة اليمنية الدانماركية، وهي منظمة غير حكومية أنشئت مؤخرا. أما في العاصمة الأردنية فقد نظمت لجنة التنسيق والمتابعة لحملة "رسول الله يوحدنا" المشكلة من صحف يومية وأسبوعية وفضائيات حملة إعلامية ضد الرسوم المسيئة. كما نشرت بيانا موحدا في جميع وسائل الإعلام المحلية دعت فيه إلى مقاطعة منتجات الدانمارك وطرد سفيرها من المملكة. جدل في ألمانياواتخذت أزمة إعادة نشر الرسوم المسيئة منحا جديدا بدخول ألمانيا إثر جدل كبير أثارته تصريحات لوزير الداخلية فولفغانغ شويبل دعا فيها إلى إعادة نشر الرسوم المسيئة في الصحف الأوروبية. وسارعت وزارة الداخلية الألمانية إلى نفي ما أوردته صحيفة "دي تسايت" باعتباره لم يكن دقيقا. لكن رئيس تحرير الصحيفة أكد أن إجابات وزير الداخلية نُشرت بشكل حرفي وبموافقته قبل نشرها. وأعرب في حديث للجزيرة عن أسفه لتحميل صحيفته مسؤولية ردود الأفعال الأجنبية. ونشرت الصحيفة مقتطفات صريحة من حديث الوزير يدعو فيها إلى إعادة نشر الرسوم, مع الإشارة إلى أنها سيئة وإلى أن ممارسة حرية الصحافة لا تعد سببا لاستخدام العنف. وأشار مراسل الجزيرة في برلين إلى أن هذا التصريح لا يعكس موقفا عاما للحكومة الألمانية، مشيرا إلى أنه ينطلق من تقديس الحكومة الألمانية وغيرها من الحكومات الأوروبية لما تراه حرية صحافة. وكانت 17 صحيفة دانماركية أعادت نشر الرسوم المسيئة في منتصف فبراير/شباط، وقد تسبب نشر هذه الرسوم في حركة احتجاجات واسعة النطاق في العالم الإسلامي عام 2006.المصدر: الجزيرة + وكالات

ليست هناك تعليقات: